الخميس، 12 فبراير 2009

ثورةُ الذكريات .!

مقدمةٌ سيئه :
[ كثيرون جداً من نُعيرهم إهتمامنا وهم ليسوا كفؤاً للفواصلِ بين كلماتنا , فالماضي لن يعيدُ لنا سوى الحزنُ , والحزنُ أيضاً , وكأنها دعوةٌ بألا نحبُ أبداً , لكن من يستطيعُ أن يوقف تيار مشاعرنا الهائجه ,,]
.
.

ثورةُ فشلٌ مُدون , ورسالةُ خبيه :
.
.

وأطوي آخر صفحات التقويم , مُعلنةً الاحتفال بِذكرى حُبنا , يُوقِظُني من سُبات الذِكريات صوتُ منبهي القادم من أقصى الذاكرة, المستوطنُ في غابرِ الأزمنة فأنفثُ عن جسدي ما ألتصق به من رماد الذاكرة , وأقتاتُ ع فتافيت الأمل , وصورٌ من الحلمِ القريب, و على عجالةٍ أنزعُ عني رداء النوم , وأغسلُ قلبي بتراتيلٍ سماوية , وأنصافُ آيات ٍ, وأنطلقُ مُسرعه, أسيرُ على طُرقاتِ الزمنِ المتعرجةِ , وأسلكُ طريقي في الذاكرة على فراغاتِ تجاعيدُها, واضمني بضيقها باحثةً عنك , وكلما اقتربتُ أكثر من أعتابِ سور بيتنا العتيق, تتراءى لي ذكرياتُ اختلاء ويتجلى اسمكُ من بعيد وقد نقش عليه/ وع قلبي بقلمٍ مضي , ويعلوه غبار , أزحتهُ بطرفِ كمي , ويا ويلي على أعوامٍ مضت ولا تزالُ أعمدة بيتنا تحتفظُ ببقايا ذكرياتي معك .لذا أعود أستديرُ للخلف خطوتين , ثم أسيرُ خطوه أوسع من تلك التي خطوتها نحوك ذات يومٍ , نعم , أنا أعود بالخطواتِ واحدةٍ تلو الأخرى , لأني لم أجدك تنتظريني .., فهنا عقدنا العزم ع اللقاء , وها أنا أقفُ مكتوفة اليدين ساهمة ,أفكرُ وأتساءلْ ,هل يا ترى سيذكرُ موعدي معه؟ أم أن النسيان دنس قلبه , لا بل الدقائقُ تسرقه مني , وسيأتي قريباً , تراودني الأفكار,وتثيرُ في نفسي ما تثيرُ من المشاعرِ فانتصبُ واقفةً كنصبٍ تذكاري ,وأسير بخطى متثاقلة أبحث عنه في ظُلمات بيتنا , وبين شقوقه أسند جسدي , لأراك قادمٌ من بعيد , هذا أنت, يا الله لقد تذكرت الوعد باللقاء ,أجل صدقت حبيبي حين قلت واختلفنا مين يحب الثاني أكثر , واتفقنا أني أكثر وأكثر , وضحكتُ كثيراً وحذرتكُ أن تعبث بأغاني محمد عبدو , وها أنت تقتربُ مني أكثر وتهمس: عبدو يا شقيه أهكذا يقال؟, فأراك بوضوح فلا زالت عيناك جميلةٌ كما هي ولم تتغير , لكن شعرك أصبح طويل , وتغيرت , حين اشتقتُ أنا إليك أكثر ففتحتُ لك صدراً , وطوقتني , وجاءني صوتك من بعيد, إذا اشتقتِ لحضني فضمي نفسكِ وتخيلني أقبلُ كفيكِ, وإذا اشتهيتِ تقبيلي فقبلي المرآة , وإذا اشتقتِ لصوتي فأقرئي أشعاري, وظننتك تمزح , حتى اخترقني هزير العاصفة, وارتجف قلبي كعصفور فقد جناحيه, وسرقتُ من قلبي تنهيده أليمه,فالآن فقط تأكدتُ أني كنتُ أحلمُ بك , فلا أدري كيف غلبني النعاس ,فافترشت الذكريات كسجادة حصير , مزقت شغاف قلبي , وأحسستُ بي ممده على أرضِ بور ,يا الله ,ما أصعب الانتظار حين تُجعلني أتجرعه كسم, كـ طعامٍ من غسلين , وكنتُ من الخاطئين حين أحببتك, وأقتربُ من ساعتي لأسمع صوت عقاربها وهو يشير للتاسعة مساءً ويسخرُ من نبضي , فتراودني الأفكار المدنسة بك عن نفسي , لأقدم على الرحيل , وسأمضي كعادتي دون أن ألتفت للوراء,ولن ألجأ لمحاكمتك أو محاكمه نفسي ,ولن أبعثر غبار دفاترنا القديمة لأعرف من كان مخطئاً , فكل شيء إلى نهاية, لذا سأمضي وحيده , وسيمضي طيفك المجنون بي معي , وسيمضي معنا العمر, ولن تضل ذاكراك تعبقُ بداخلي كالأمس. فحبكُ يسيء لي ,لأستقبل عامي العشرين بعاصفة من الكآبة, وبراكينٌ من الغضب , تبخرُ كل ما اختزنتهُ بذاكرتي , وتصبحُ بقلبي قيدٌ من النسيان ,وسأعود ,بل يجبُ أن أعود لأنسف الماضي بحرائقٌ من غيظ , وسأحفر لك بقلبي أخدوداً , ثم سأرقبُ احتراقك كعود خيزران هزيل,ما عدت تهمني ,وما عادت ذاكرتي تنبضُ بك ,لأني سأتوقف عن زيارة أسوار حُبنا , والبحث بين شقوقها الصدئة عن كلمةِ حبٍ خدعتني بها ,وغررت قلبي الطفلُ بـ لمعةِ عينيك, أجل لن أعود تلكَ الطفلةُ الغبية , ولن أعود لقلبٍ هو لك ,أبداً لن أعود, وسأسِرُ لنفسي بذلك دوماً حتى تنصاع لي , ثم سأسيرُ بعيداً عنك وبطريق آخر سأجدُ الأمان والأصدقاء , حيثُ تفتقدكُ أشيائي والتي ما عادت تسألُ عنك , حيثُ قصائدكُ الممزقة في أدارج تسريحتي , ومسبحتك مفروطة الحبيبات بين قطعِ مجوهراتي ,وفنجان الشاي المُزين بعصفورين وقبله ,وكل الأشياء سأبتلعها كذاكره لا أتمنى عودتها أبداً ,,وأعود لتمزيق ورقه التقويم المطوية و " وداعاً يا قلبي" هذا ما قلته لتنفرج بوابه الذكريات ومن خلفها أشرق عالمٌ مليءٌ بالحياة , وعانقتُ الشمس حين أرسلت نحوي بعضاً من أشعتها الذهبية ليشعُ في قلبي التفاؤل والأمل ..وأقفُ ع نتوءات قلبي , وقد ملئتُ رئتي بنشوةِ الانتصار , الانتصار عليك , على ذاكرتي معك ,على رجلٌ لا يجيد الحب ,وعلى نفسي المعلقةُ بك..وع أعتاب الحاضر , سترتفعُ كل الرؤوس نحوي , وستدقُ أجراس قلبي معلنةً بداية حبٍ جديد.وستتوه العيون بجمالي ,وستضيعُ نظراتك أنت حين ترى كل نظراتهم وقد تبعثرت لتجتمع حيث أقف أنا , حينها سأسرق من قلبك لهفه الماضي , وثورة الذكريات , وسأقفُ كما لم تقفُ أنثى على عرشٍ من قبل , سأقفُ على قلبك وستنحني أمام نبضي الأغصان وتغني البلابل أغنيه وداعٍ أخيره ,وستشاركُ بِحُزنك مياه النهر , وترقصُ على ألحاني حين يمد لي رجلٌ آخر يده مرحباً بي هُنا على ذاكرة الورق وقد أُفعمت نفسه بالأشواق , وملئت عيناه بالإعجاب وينساق خلفي فضولاً وقتها , سأنزل من أعلى عرشي وأكون معه , لترتوي نفسه الظامئة بالجلوس بين أحضاني , وأثور بركاناً من الخجلْ كلما تفحصني بنظراته , مسندةٍ رأسي على كتفه وأراقبك من بعييد وقد ترقق الدمع من عينيك , حينها سأكون لرجلٌ غيرك ,وستغمر قلبي سعاداتُ الدنيا فأطير كعصفورٍ ليسود الصمت ولتراقبني كلُ الدنيا , وأنا أسير مبتعدةً عنك حتى لا ترى دمعه أخرى وقد آلت للسقوط وبأحضان رجلٌ آخر سأتذكرُ قولك : [ * نحنُ البشرُ نتعرفُ كل يومٍ ع شيء جديد وإنسان جديد وقد تستمر العلاقة أو تنتهي وقد يبقى هذا الإنسانُ في الذاكرة أو يختفي ,تلك هي لعبةُ الزمان وهي لعبة الإنسان , فهناك ما نراه يوماً فلا ننساه وهناك من نراه دهراً ثم يذهبُ باتجاه واحد ..هو الإنسانُ إذن , وليس المكانُ ولا الزمان , وليس مهماً كم عرفناه وليس مهماً كم عاش معنا أو كم عشنا معه , وصورة التي تركها على أرفف ذاكرتنا ,فالبحر لا يسمى بحراً لطوله بل لعمقه , وهناك من يتركُ أثرٌ كحفر ع الصخر أو نقشٍ على الحجر وهذا أقوى من الريح والمطر وتقلبِ الأزمان, لكن تبقى لأحدهما ذكرى تقاوم العواصف وتبقى للآخر ذكرى تمحوها قطرات الندي النقي ....] ,

* لربما وعذراً ع عبثي قديماً كانت للصديق الوافي ,


هناك تعليق واحد:

  1. أسوأ ما قد نحملهُ في رؤوسنا الذكريات فطنينُها المزعجُ يخترقُ بواطن النبض , نثورُ في وجه الورق نكتبُ أشياءاً لا تُشبهنا وتزيدُ خيالاتنا قُبحاُ على قُبح وقد فاحت منها رائحةُ الفقد.
    وما يزيدُك قهراً وحنقاً على الذكريات أن تشعرُ بطعم الوفاء بحروفك وترى التخلي في سوادِ أعيُنهم ؟
    لكن
    ولأنك تحملُ بؤبؤ محاطٌ بالبياض كـ قلبك أنت ترى الحُرف وقد بعث من رحمِ الجمال .

    .
    .
    .
    .

    ردحذف