الخميس، 12 فبراير 2009

وإنَّ في الجسدِ لمُضغة .!



[صوتٌ قادمٌ من حُزنِ الأرضِ وقد طالها من وجعِ الدُنيا وثورة النبضِ ما بالغ في سبخها , وأسُنُ جسدي السبخ بالماء حتى خلُص,وألوطهُ بالبلهِ حتى لزُب ثُم أرميني بين يديك وقد جُبلتُ على هيئةِ ثمرةٍ ناضجة تتفتقُ بالحُمرة]

فيا أيها النابضُ في نصفي الأيسر المغموسُ بطينِ الغواية تقمصني بخشوع وثبتني بعمُقكِ بدسارٍ قد ينتظمُني ,ولا تعيرُ بالاً لثقوبٍ من وجعٍ خلفتها إخفاقاتك و كفحلٍ مُغتلم أنت أفسدت مُضغتي !, فلا تنتظرُ أن تجني من أخمصِ نبضي زهرةَ كل ربيع فالأزاهيرُ المبثوثةُ لم تربها أمطارُ ربيع ولا شموسُ قيظ , بل نفثاتٌ نفثتُها وأنت تنتشرُ بين جوانحي كزعزاعٍ قاصفه وتمخُضني فيك كمخضِ السقاء وتعصفُ بي عصفَ راعٍ اعتُقم مُبهماً حتى استحال مُنفهق حياتي ثقبٌ غير قابلٍ لمرورِ خيطٍ رقيقٍ من الصبرِ عليك ,فقد بت كريهاً وقد اعترتك الحمية وغلُبت عليك الشقوة , فبعتُ رُغم ما بادرتُك من خيرِ اليقين بالشك والعزيمة بالوهن فاستحال جذلي بك وجلاً واغتراري بنبضك ندماً ومغبون قلبي بك في سقوطٍ وانحرافٍ في الميل حتى عُمقِ الغواية لأعلم أن محلي منك محلُ القطبِ من الرحى فأسدلتُ دونك ثوباً واليقينُ بحبك أن الهُدى خاملٌ والعمى شاملٌ لذا أنا أعطيتُك النظرة استحقاقاً للسخطة واتماماً للبلية ثم استهديك ميثاقَ الفطرةِ قبل أن تجتالك الشياطين عن نسياني ,وأنضدُ أطرفها وأخضبُها بفتنةٍ ورائحةِ الحِناء المنبثقةِ أصالةً من جسدي وأرتبُني في اِنحناءات وتقوسات القدر , متكورة من ذاتِ أجنحةٍ مُختلفة وهيئاتٍ مُتباينةِ الفتنةِ مرفرفةً بأجنحتي في مخارقِ نبضي المُنفسح وفضاءك المُنفرج ,وقابعٌ أنت في تجاويفِ جسديوقد مُنعت من التحليقِ بفضائي كـ فرخِ نعامةٍ من ضخامةِ جهلهِ منعهُ الرب بعبالةِ خلقة أن يسمو في الهواء خُفوقاً , وها أنت كهو تدفُ نفسك دفيفاً نحوي ,فلا تزحف أكثر ولا تهتكَ أستار الحُبِ وذكرياتِ الأمسِ القابعةِ في نومِ عيني , وسهو عقلي , وفترة بدني , وغفلة نسياني ,فقط دعني مُتلفعةً تحتك بخضوعٍ فو ربِّ البيتِ كُنت رجُلاً حين خدعتني مقيماً من شواهدِ البينات ما انقاد إليه عقلي مُعترفاً به ومُسلماً له ,وذلك الصوتِ القادمُ من حزنِ الأرض يقومُ اعوجاج ضلعي المنزوعِ منكفي تخلُقي الأول منك كدلالةٍ على وحدانيتك بقلبي .

مُضغتي :

أفيقي وارتجي صلاحاً , فبلا روية أجلتُها ولا همامةُ نفسٍ أضطربُ فيها كتبتُ بـ ما انساب من أصباغهِ وقد زالت , وفي تلطُخِ فراغاتِ الخيبةِ بها وجدتُ قُبحك مغموسٌ في قالبِ لونٍ أشدُ فتنةً من سابقهِ , ولا يشوبهُ غير لونِ ما غمس به من نفاق ,فيزدادُ إي وربي قُبحاً حين لا يعرفُ بالحُب إلا ذنباً يطيلُ مسبحهُ وإذا درج إلي نشرةُ من طيه وسما به فخراً ,ورضيتُ بك جهلاً وكنتُ كمن يحيلُ على ضعيفِ إسناد أو كمن زعم من زعم أني قد أصبحُ كأنثى طاوُسٍ مغزولة بفتنةٍ من عفه ألقحُ بدمعةٍ تسفحُها مدامعُك وحين تقفُ على ضفتي جُفونك أدورُ حول نفسي أطعمُ ذلك ثم لأبيض شرانق وردٍ , ولا حاجةً لي لقاحِ فحلٍ كأنت مُغتلم سوى الدمعُ المنبجس .وكُنت جنيٌ جنيٌ من زهرة كل ربيع , فاسْكت قبحك اللهولا تأتِ بصوتك يا أثرمُ بفلسفةِ الحُب وقواميسِ الفتنةِ وقواعدِ الاِنتماء بصدقٍ دون ممارسةِ فرضيات الغواية على نبضٍ تكور فيكِ ليستقيم صحيحاً معك , فو الله الآن حصص الحقُ فصرت بقلبي ضئيلاً بشخصك , وخفياً بصوتك ,فحمداً لله الذي كشف لي بواطن النبضِ وتكوماتِ النوايا فكانت أسرارُك شواهدي فصعقتُ حين رأيْتُ مالم تَرَهُ نظائري .وأنا أنزعُ القذى من سفح عيني بشوكةٍ غُسلت بدماء قلبك قبلاً وأبتلع ما علق بحلقي من شجى ..

وختاماً :
أنا أنثى ينحدرُ عني السيل ولا يرقى إلى الطير .
....

هناك تعليق واحد:

  1. ونغسلُ النص بمدادِ الصدق بإحقاقِ الحق ونسبُ الحرفِ لإصحابه :
    كُتب بقلم : شروق الخالد .
    ونقحهُ بمداد البلاغةِ : علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

    ردحذف